سبتمبر 2016 - شباب ويب
السبت، 10 سبتمبر 2016

حل مشكلة عدم ظهور ترقيم الصفحات في قالب اتقان بلوجر النسخة الثانية

حصرياً حل مشكلة عدم ظهور ترقيم الصفحات في البلوجر بالنسبة لقالب اتقان بلوجر النسخة الثانية
 
تعتبر قوالب اتقان بلوجر من أحسن القوالب واجملها من ناحية الشكل ودعم الأرشفة والسرعة (الخفة) والأهم أنها متماشية مع متطلبات السيو ، لذلك يلجأ معظم المدونين العرب المبتدئين وحتى المحترفين إلى اعتمادها في مدوناتهم .. خاصة وأنها توفر العديد من الامتيازات حتى في نسخها المجانية ، ولكن مع الأسف وكعادة القوالب من مصدر ثالث دائما ما تتعرض الى التخريب والتشوه بسبب تعطل احدى اضافاتها او فقدان الوصول الى احد الموارد (كروابط الصور والايقونات التي تكون محفوظة على استضافات محدودة) ، ومن بين المشاكل التي حدثت في مثل هذه القوالب والتي عانى ويعاني معها الكثيرون (خاصة قالب اتقان النسخة 2 وقالب المحترف) هي مشكلة اختفاء او عدم ظهور ترقيم الصفحات في الصفحة الرئيسية وفي اقسام المدونة وبصراحة انا عانيت ايضا من هذه المشكلة في قالب اتقان بلوجر النسخة الثانية وبعد محاولات طويلة من البحث والتجريب اهتديت لهذه الطريقة المضمونة ان شاء الله والتي نجحت معي واصبحت ارقام الصفحات تظهر في الصفحة الرئيسية وفي كل اقسام المدونة ..

الطريقة بسيطة جدا وهي تعمل بنجاح على قالب اتقان بلوجر النسخة 2 ولكنني لم اجربها بعد على قالب آخر ، لذلك اذا كنت تود تجربتها على قالب آخر شبيه بالمحترف او بقالب اتقان فأحتمال كبير انها ستنجح معك ولن تخسر شيء فقط جربها وقد تحل مشكلة عدم ظهور ترقيم الصفحات في مدونتك .. وحتى لا نطيل اكثر دعونا نبدأ في الخطوات العملية:

بكل بساطة قم بفتح القالب ثم اختر تحرير Html ثم قم بالبحث عن هذه الكلمة (الصفحة الأولى) وسوف تجدها ضمن هذا الكود بهذا الشكل:
-----------------------------------------
<script type='text/javascript'>
var pageNaviConf = {
perPage: 7,
numPages: 5,
firstText: &quot;الصفحة الأولى&quot;,
lastText: &quot;الصفحة الأخيرة&quot;,
nextText: "»&quot;,
prevText: "«&quot; }
</script>
-----------------------------------------

الآن فقط قم بوضع الكود التالي اسفل منه تحت عبارة </script> كما في الصورة:
 



والآن قم بحفظ القالب وشاهد النتيجة ثم لا تنسى ترك تعليق او ملاحظة وشكرا

الخميس، 8 سبتمبر 2016

نظرية التطور لداروين | شرح مبسط وشامل للنظرية التركيبية الحديثة

شرح شامل ومبسط لنظرية التطور لتشارز داروين بشكلها الجديد "النظرية التركيبية الحديثة"
لعل اقرب توضيح لمفهوم التطور الظاهري هو ما كنا نشاهده في الرسوم المتحركة الشهيرة بوكيمون حيث أن البوكيمونات تتطور وتتحول الى انواع جديدة وبذلك تتغير صفاتها واشكالها وتصبح أكثر سرعة وأكثر قوة وأكثر قدرة على الحرب والقتال ضد البوكيمونات الاخرى ..

 

تقريبا هذا هو مفهوم التطور الداويني ببساطة شديدة جدا .. ولكن هذا الكلام مقبول ومسل وممتع جدا إذا كنا نتحدث عن خيال ودراما موجهة للأطفال (كأنيميش البوكيمون) ولكن حين نتحدث عن الكائنات الحية الموجودة على وجه الأرض ونقول بأنها تطورة بعضها من بعض تماما كما حدث للبوكيمونات ونحاول أن نثبت ذلك بالأدلة العلمية فنحن فعلا أمام طرح كبير جدا يستحق التمعن والفحص ليس فقط لكونه يتعلق بنا كبشر (كوننا من جملة الكائنات الحية التي يشملها التطور) بل لكون هذه النظرية (نظرية التطور) تتعارض –فيما يبدو- مع الكثير من معارفنا و ثقافاتنا وفهمنا للعالم الطبيعي وعالم الاحياء .
تصور ان الانسان والقرد ابناء عمومة ، والانسان تطور من سمكة، والطيور على اختلاف اشكالها وانواعها تطورة من الزواحف ، والحيتان تطورت من الثديات... هذا ما تطرحه نظرية التطور لتشارز داروين والتي تم تطويرها بعد وفاة داروين على ايدي علماء متخصصين وعشاق لنظرية التطور من أمثال هولدين و رونالد فيشر و جوليان هكسلي و ريتشارد دوكينز ليتم طرحها مرة أخرى بشكل أقوى بإسم جديد هو "النظرية التركيبية الحديثة" .. فما هي نظرية التطور ؟
وكيف تم تطويرها ؟
وماهي أدلتها وبراهينها ؟
وهل هي فعلا تناقض الدين ؟ 
ولماذا الملحدين واللادينيون متشتثون بهذه النظرية ويحاولون إثبات صحتها بكل ما اوتوا من انواع الادلة والبراهين ؟
وهل صحيح أن الانسان اصله قرد ؟
وما معنى التطور الصغروي والتطور الكبرروي ؟
كل هذا وأكثر سوف تعرف عليه إن شاء الله في هذا المقال المختصر والشامل والمبسط حول نظرية التطور لتشارز داروين .

ظل تشارز داروين يحضر في هذا النظرية لمدة 20 سنة قبل أن يطرحها للعالم من خلال كتابه الشهير "أصل الانواع" الذي تطرق فيه لشرح نظرية التطور التي جاء بها لأول مرة وكان ذلك بالضبط في عام 1856 ميلادي

في البداية وقبل أن نتطرق الى شرح نظرية التطور ونبين مفهوم التطور دعونا نمهد للأمر من خلال التعرف على بعض المفاهيم والمصطلحات المهمة التي سوف تساعدنا على فهم نظرية التطور بشكل سهل وصحيح قبل الخوض في التعقيدات العلمية والأكاديمية والتي أدت –مع الأسف- لسوء فهم كبير جدا لهذه النظرية حيث أن نظرية التطور من أكثر النظريات التي تعرضت لسوء الفهم وتم رفضها من طرف الكثيرين بسبب فهمهم الخاطئ للنظرية .
أولا ما هي الأنواع وما معنى النوع ؟
النوع بإختصار هو مجموعة تتشارك في صفات معينة ولكن يمكنها بين بعضها البعض أن تتزاوج وتتكاثر (تنتج زرية) بحيث تكون هذه الذرية بدورها قادرة على التكاثر وانتاج زرية اخرى وهكذا .. أو بعبارة أخرى يمكننا تعريف النوع بأنه كل كائن حي قادر على التناسل بشكل طبيعي مع شريكه وتستمر هذه القدرة بشكل متواتر مع جميع أنساله (ابناءه) بحيث يستطيع هذا الكائن التزاوج والانجاب مع شريكه وايضا يستطيع ابناءه التزاوج والانجاب من نفس النوع وهكذا تستمر هذه السلالة عن طريق التكاثر .
مثال توضيحي:
تزاوج الكلب + الكلبة = جرو –اكرمكم الله-  وهذا الجرو قادر على التناسل حينما يكبر تماما مثل ابويه ويعطينا كلب آخر وهكذا ... فهنا نقول أن الكلاب نوع .
تزاوج الحمار + الفرس = بغل –اكرمكم الله- ولكن هذا البغل (عاقر) غير قادر على التناسل حتى لو قام بالتزاوج مع بغلة لذلك لا يمكننا ان نعتبر البغل نوعا انما هو كائن هجين .
وهكذا فإن القطط نوع ، والقرود نوع ، والظباء نوع ، والاسود نوع ، والانسان نوع .... الخ .
بينما ابن آوى ليس نوعا ، والبغل والنغل ليس بنوع ، وايضا حيوان الليغا الذي تم تهجينه من الأسد + النمر فهو ليس بنوع لأنه غير قادر على التناسل .

ثانيا ما هو التطور الصغروي (MicroEvolution):
هو عبارة عن اختلافات ناجمة عن تغيّر في الجينات تحدث بين افراد النوع الواحد تؤدي إلى ظهور فروقات ملحوظة في الشكل الظاهري للكائن الحي وسبب هذا التغيّر هو حدوث طفرة (Mutation) في المادة الوراثية للكائن DNA وهذا التطور حاصل وثابت وهو يحدث احيانا امام عينيك ، وبإمكاننا كبشر عاديين أن نعيشه أمامنا ..
مثال: بكتيريا معينة مثلا تغزو الجسم نقاومها بالمضادات الحيوية فهذه المضادات تتغلب على البكتريا وتسحقها (ونرى ذلك جليا تحت المجهر) واحيانا تعود تنتعش هذه البكتيريا ولا يعد يجدي فيها هذا النوع من المضادات !
فالذي حصل انه طرء على هذه البكتيريا تغييرات معينة على المستوى الجيني (طفرات) ادت الى تغيير في بنيتها الظاهرية مما جعلها لا تتأثر بالمضادات وهذا هو التطور الصغروي .
ايضا مثال الحشرات كنا نبيدها بمبيدات حشرية معينة بعد ذلك يخرج لنا جيل جديد من هذه الحشرات لا تجدي معه هذه المبيدات ، فهذا معناه انه حصل تطور ولكنه تطور صغروي (فالبكتريا في المثال الاول هي البكتيريا رغم حدوث تطور لها بقيت بكتيريا والصرصور هو الصرصور رغم حدوث تطور له بحيث اصبح يقاوم المبيد) وليس التطور الكبروي الذي يقصده دارون في نظرية التطور .
وفي الحقيقة لعل أفضل مثال على هذا النوع من التطور هو قصة الفراشة المنقطة في بريطانيا والتي سوف نتطرق إليها في موضوع آخر ان شاء الله لكي لا يطول هذا الشرح .
وللإشارة فإن هذا النوع من التطور (التطور الصغروي - MicroEvolution) يتفق عليه الجميع ولا احد ينكره وهو معترف به من طرف كل الناس بما فيهم العلماء ورجال الدين لأنه واقع ملموس وثابت عيانا ، بينما تبقى المشكلة فقط في التطور الكبروي الذي تدعيه نظرية التطور .

ثالثا ما هو التطور الكبروي (MacroEvolution) أو الاستنواع:
بإمكاننا أن نبدأ تقريب مفهوم التطور الكبروي انطلاقا من مفهوم التطور الصغروي الذي هو –كما رأينا- ناجم عن حدوث طفرات في افراد نوع معين تؤدي الى تغيّر في الشكل الظاهري يجعل هذا الكائن يتميز عن بقية افراد نوعه بشيء معين ، وهنا يقترح علماء التطور أن هذه الطفرات الصغيرة تتزايد وتتراكم في مدة زمنية طويلة جدا ألاف السنين واحيانا ملايين السنين وتؤدي في الأخير (بعد سلسلة متتابعة من الطفرات) الى ظهور انواع جديدة (بمعنى ظهور نوع من نوع) او الانتواع .. ولكن هذا لا يمكن ملاحظته بسبب المدة الزمنية الكبيرة التي يتطلبها لإكتماله وايضا فيه قفزة كبيرة جدا سوف نشرحها في صلب موضوعنا ان شاء الله .. اذا هذا هو التطور الماكروي او الكبروي الذي ينادي به علماء التطور اليوم ويدعون بأنه حاصل ويؤكدون ذلك من خلال العديد من الأدلة والشواهد التي يسوقونها لإثبات ذلك كما سوف نرى ان شاء الله .

رابعا ماهو مفهوم العشيرة في علم الاحياء ؟
العشيرة هي جماعة ما الافراد لنوع واحد (يمكن ألف أكثر أو أقل) يعيشون في مكان معزول عن بقية أفراد نوعهم .

ما هي نظرية التطور (The theory of evolution) ؟
أحسن من قدم شرح مبسط ودقيق لنظرية التطور الداروينية هو العالم الاحيائي الكبير "جوليان هاكسلي" حيث قال بأن نظرية التطور لداروين يمكن أن تتلخص او تقوم على ثلاثة مبادئ:

1.   ملاحظة التباينات بين أفراد النوع الواحد:
فلو لاحظنا جيدا سنجد بأنه مثلا ليست كل انواع الكلاب متماثلة برغم أنها جميعها "كلاب" فهناك كلاب الصيد تختلف عن الكلاب البوليسية وتختلف عن كلاب المرافقة وعن الكلاب الاسترالية مثلا !
وايضا مثال آخر الحمام فليست كل انواع الحمام متماثلة فهناك حمام بريش في قدميه وحمام بدون ريش في قدميه وحمام ذو رقبة اطول وحمام ذو رقبة قصيرة وكلهم "حمام" من نوع واحد وهو الحمام !
وبالتالي نلاحظ أنه لكل نوع هناك مجموعة من الفروقات بين افراده (تقريبا سلالات)
والسؤال الآن: من اين تنشأ هذه الاختلافات ؟ وما هو مصدرها ؟
ولكن هذا السؤال يمثل تحدي كبير لنظرية التطور حيث أن دارون اعتمد على النظرية اللامركية في تفسير هذه الظاهرة وهي نظرية الاستعمال والاهمال .

النظرية اللاماركية:
بإختصار يقول عالم الاحياء الفرنسي جان باتيست لامارك بأن الحيونات تكتسب صفات تميزها عن بعضها البعض عن طريق استعمالها لبعض اعضاء جسمها واهمالها لبعض الاعضاء الاخرى، مثل الزرافة فحينما قل العشب في بيئتها بدأت تمد رقبتها (التي كانت قصيرة كرقبة الغزالة) الى الاشجار من اجل بلوغ الغذاء وبطول الوقت وتكرار هذه الحركة استطالة رقبتها الى الحجم الذي هي عليه الآن !
ونفس الشيء بالنسبة للنعامة مثلا فهي كانت تطير بجناحيها كباقي الطيور ولكن حينما استوطنت في بيئة خصبة وآمنة (مليئة بالغذاء ومنعدمة الحيوانات المفترسة) لم تعد لها حاجة الى الطيران لذلك اهملت جناحيها وبالتالي فقدت القدرة على الطياران ... هذا بإختصار ملخص نظرية لامارك .
ولكن نقطة ضعف هذه النظرية هو أن هذه الاشياء لا تورث إنما تكتسب (وهذا ما تجاهله داوين حينها) .

2.   اسراف الطبيعة في التكاثر:
نلاحظ ايضا انه في الطبيعة يوجد اسراف كبير بل جنوني احيانا في عملية التكاثر (عملية انتاج الابناء) ومن اوضح الامثلة على ذلك:
-         تصور أن محارة واحدة تضع 100 مليون بيضة ، فلو افترضنا أن هذه البيوض كلها فقست وانتجت محارات جديدة وهذه المحارات الجديدة تكاثرت ونجحت جميعا في البقاء فإنه بعد احفاد احفاد احفاد (3 احفاد) المحارة الاولى سنحصل على عدد من المحار يساوي: 66×3310 أي 66000000000000000000000000000000000 محارة !
وهذا العدد كاف أن يغطي كوكب الارض ثماني مرات !!
-         تصور ايضا ان "دودة الاسكاس" تضع 70 ألف بيضة في كل 24 ساعة !!
-         واضف لمعلوماتك ايضا ان سمكة السلمون تضع 28 مليون بيضة في الموسم !!
-         ذبابة الفاكهة تعيش اسبوعين فقط وتضع الأنثى حوالي 200 مليون بيضة وهذا معناه أنه بعد سنة واحدة فإن ناتج ذبابة واحدة من البيض سيغطي الكرة الارضية كلها !!
والسؤال الآن: لماذا لا تبقى هذه الاعداد المتكاثرة في الطبيعة ؟ ولماذا يفنى معظمها ولا يبقى منها سوى القليل ليعيش ويحيا على هذه الارض ؟
الجواب طبعا بسبب الصراع على البقاء ، وهذا الصراع ثلاثة انواع:
أ‌.       منه ما يكون بين افراد النوع الواحد (صراع وقتال من اجل المأوى او من اجل الغذاء او من اجل التكاثر والتزاوج) .
ب‌.  منه ما يكون بين افراد الانواع المختلفة (الافتراس ... الخ ) .
ت‌.  منه ما يكون مع البيئة (الجفاف ، الحرارة الشديدة ، الكوارث الطبيعية ... الخ)

3.   الانتخاب الطبيعي (Natural Selection):
وهذا هو جوهر ولب واساس نظرية التطور وهذه هي الاضافة الحقيقية التي اتى بها داروين حيث أن نظرية التطور لاشيء بدون معنى الانتخاب الطبيعي .. فما هو الانتخاب الطبيعي ؟
الانتخاب الطبيعي هو آلية تمنح أو تعطي أو تضمن البقاء للأصلح أي الذي يناسب ويتناسب مع البيئة ، والأصلح هو الأكثر لياقة ، الاكثر توائم وتلائم وتكيف مع البيئة ، وبمفهوم آخر الاصلح هو الذي يكون له ميزة بقاء تفاضلي (يهلك غيره ويبقى هو لأنه لائق بالبقاء) ، اما المنافسين والآخرين فمصيرهم الموت أو الانقراض تماما .

99% من الانواع على الارض قد انقرضت (اي حوالي 4 مليارات نوع!! ) ويقول العلماء أنه من هنا وحتى عام 2050 سينقرض 45% من الانواع الموجودة على الارض حاليا

وبالتالي فالانتخاب الطبيعي اشبه بإمتحان تفرضه الطبيعة على الكائنات الحية لإختبار مدى قدرتها على التكيف مع البيئة والشروط التي هي موجودة بها ، والذي ينجح في هذا الاختبار (يثبت قدرته على التكيف) يستبقيه الانتخاب الطبيعي وبالمقابل يفني جميع الراسبين في هذا الامتحان !

تعريف التطور (Evolution): التطور ببساطة هو تغيّر في المستودع الجيني لعشيرة ما، ينتقل عبر الأجيال .

مثال: لدينا مجموعة من الدببة (عشيرة)  تعيش في جزيرة معزولة (يعني لايمكن ان يأتيها دببة آخرين من خارج الجزيرة لأنها محفوفة بالماء من كل اتجاه ولا يمكن أن ينتقل منها أي دب الى خارج الجزيرة لنفس السبب) ولنفرض ان عددها 20 دب (10 منها بيضاء اللون و10 بنية اللون) ولنفترض ان اللون الابيض صفة متنحية واللون البني صفة سائدة (يعني في حالة اجتماع أليل يمثل صفة اللون البني + أليل يمثل صفة اللون الابيض فأن اللون البني هو ما سيظهر في الابناء لأنه صفة سائدة)

تعرف على مفهوم السائد والمتنحي في الوراثة بإختصار:
الجسم (جسم الكائن الحي) يتكون من نوعين من الخلايا ، خلايا جسمية (هذه تبني مختلف انسجة واعضاء الجسم) وخلايا جنسية وهذه مهمتها تحقيق التكاثر وتكون على مستوى الاعضاء التناسلية للكائن ، حيث أن كل خلية جسمية وجنسية تحتوي على مادة وراثية تسمى DNAتكون محفوظة داخل نواة الخلية هذه المادة الوراثية تحمل جميع المعلومات اللازمة لبناء الجسم (حجم الاعضاء ، لون العيون ، نوع شعر الرأس ، ابعاد الاسنان ، شكل الوجه ، سمات اليدين والقدمين وغيرها من المعلومات حول جسم الكائن) حيث يتم ترجمة هذه المعلومات من خلال آليات ومراحل حيوية معقدة تبدأ من نسخ المعلومة الوراثية من ADNالى شكل ARNثم ترجمتها من ARNالى بروتين مكون من سلسلة من الاحماض الامنية وهذا البروتين بدوره يشكل ويبني الخلايا والانسجة والتي تبني بدورها الاعضاء والتي تبني الجسم كله .. هذه المعلومة الوراثية تكون محمولة على أليلات (قطع من الـ DNA) والتي تظهر في شكل كروموسومات (زوج من خيوط الـ DNA) ولكن عدد الأليلات لكل صفة في كل خلية يختلف بحسب نوع الصفة ، فمثلا الجينات المسؤولة عن شكل شحمة الأذنين في الانسان يمثلها أليلين (قطعتان متقابلتان على الكوموسوم) وتسمى هذه الصفة بصفة بروني (يعني لها احتمالان للشكل الظاهري) فإما ان تظهر شحمة الاذنين متدلية او ملتحمة مع الخد .
أما مثلا الجينات المسؤولة عن الزمرة الدموية فتكون ممثلة بثلاثة أليلات وتسمى هذه الحالة بالأليلات المتعددة أي التي لها أكثر من شكل ظاهري (فقد يظهر A او B او O او AB)
ولكن كل أليل أما انه يكون يمثل صفة متنحية أو سائدة .. بحيث إذا اجتمعت صفة سائدة مع صفة متنحية فإن الذي سيظهر هو الصفة السائدة أما المتنحية فإنها ستبقى تنتظر فرصة أن تجتمع مع صفة متنحية مثلها وحينها تظهر .
مثال: الأب يحمل صفة العيون العسلية وهي صفة سائدة لديه ، والأم تحمل صفة العيون الزرقاء وهي صفة متنحية ، فهنا لو حدث تزاوج (واجتمعت الصفتان في الولد) فإن شكل عيون الولد ستكون عسلية لأنها صفة سائدة وهكذا ...

طيب .. نواصل حديثنا عن التطور:
الآن لدينا 50% من الدببة بني و 50% ابيض (متنحي) وبالتالي فإن مجموعة هذه الصفات كلها وبهذه النسبة 50%متنحي و 50% سائد يقال عنها المستودع الجيني لهذه الجماعة من الدببة .
فهي صفات معينة ثابتة (50% - 50%) لا تزيد ولا تنقص فإذا حدث نقصان أو زيادة في هذا المستودع الجيني (يعني تغيّر في النسبة) فهنا نقول أنه حدث تطور وهذا هو التطور ((ولكن انتبهوا هذا ينطبق على التطور الميكروي او الصغروي وليس الكبروي)) ولكننا لن نستطيع فهم التطور الكبروي بعمق إلا إذا فهنا التطور الصغروي ، لذلك دعونا نواصل ..
الآن كيف يحدث هذا التغيّر وكيف يتم تغيير هذه النسبة ؟
يحدث هذا التغيّر بسبب خمسة عوامل وهي أسباب حدوث التطور بنوعيه:
1.    حدوث تقلص في عدد افراد العشيرة مثل حدوث وباء او كارثة طبيعية ادت الى وفاة عدد من افراد العشيرة .
2.    عامل التزاوج (التكاثر الجنسي) فعندها سيتم تغيير في نسبة المستودع الجيني بسبب تولد جينات جديدة (ميلاد افراد جديدة) .
3.    عامل الطفرة وهي حدوث خطأ في المعلومة الوراثية (في الجين) مثل ظهور صفة جديدة بخصوص اللون (ظهور لون رمادي مثلا بسبب طفرة) .
4.    عامل الحركة والانسياب الجيني (مثل دخول دببة جديدة الى الجزيرة بطريقة ما او موت بعض الدببة ... الخ) .
5.    عامل الانتخاب الطبيعي (Natural Selection) ويمكن تعريف الانتخاب الطبيعي بأنه اختيار غير عشوائي ولكنه انتخاب (استبقاء) لصفات ومزايا تحدث بطريقة عشوائية وهذا الانتخاب الطبيعي يشتغل او يعمل عند حدوث العوامل الاربعة السابقة او احدها .

مثال توضيحي عن الانتخاب الطبيعي:
تصورو معي أن هذه الدببة العشرون (البيضاء والرمادية) تعيش في بيئة جليدية مثل القطب الشمالي فإن الذي سيحدث هو أن الدببة البنية ستجد صعوبة كبيرة جدا في التكيف والبقاء مع هذه البيئة مقارنة بالدببة البيضاء فهي ستكون ظاهرة وواضحة في هذه البيئة البيضاء وبالتالي الطرائد دائما سوف تراها وتهرب من امامها وهكذا لن تستطيع الصيد ، وكذلك المفترسات سوف تراها من بعيد وتهجم عليها (لأنها غير مموهة او غير متخفية) وبالتالي سيتم اصطيادها جميعا ولن تنجوا من المفترسات ، بينما الدببة ذات اللون الابيض فهذه البئية مناسبة جدا لها من الجهتين فهي تساعدها على الاختباء من المفترسات والتخفي لصطياد الفرائس .. فهنا نقول بأن الانتخاب الطبيعي استبقى الدببة البيضاء واباد الدببة البنية ، وبذلك فإنه استبقى صفة اللون الابيض وألغى صفة اللون البني "هذا هو عمل الانتخاب الطبيعي بكل بساطة"

مثال آخر عن الانتخاب الطبيعي:
تسابق التسلح الطبيعي بين الحيوانات:
تصورو أن مجموعة من الظباء تعيش في بئية معينة مليئة بالمفترسات حدثت فيها طفرة جعلتها تعدو بسرعات اكبر من أقرانها وتقفز قفزات اعلى وبالتالي هي دائما سوف تنجو أمام المفترسات بينما رفيقاتها سوف تفترس لأنها بطيئة السرعة مقارنة بهذه المتطفرة ومع مرور الزمن سوف نلاحظ اختفاء الظباء العادية وبقاء الظباء المتطفرة ، ولكن هذا ليس ضمانة ابدية للظباء المتطفرة فالمفترسات أيضا لن تظل هكذا وسوف تطور قدراتها على الافتراس هي الاخرى وحينها بالتأكيد سوف نلاحظ ظهور جيل جديد من الفهود مثلا تعدو بسرعات أكبر من الجيل القديم وتتميز بقدرات تحمل ومناورة أكبر .. وهكذا فإن الظباء سوف تضطر من جديد الى تطوير قدراتها هي الاخرى كي تنجو وتصبح أسرع وأخف واكثر انتباها للمفترسات .. وهكذا يستمر هذا السباق الرائع في الطبيعية ودائما البقاء لا يكون إلا للأقوى والاصلح (سواءا بالنسبة للمفترسات او الطرائد) .

كيف يحدث التطور الكبروي او الاستنواع:
طيب كل تلك العوامل التي رأيناها لا تحدث تطور كبروي انما فقط تطور صغروي ، فالدببة ظلت دببة والظباء ظلت ظباء  كما رأينا في الامثلة فكيف يحدث التطور الكبروي الذي هو ظهور نوع من نوع آخر او تحول حيوان الى حيوان آخر ..
في الحقيقة هذا هو لب نظرية التطور وجوهر الخلاف بينها وبين النظرية الخلقية او نظرية التصميم الذكي التي يطرحها الخلقوين ، والذين يؤمنون بأن الله تعالى قد خلق هذه الكائنات خلقاً مستقلا ، يعني خلق الكلاب لوحدها والذئاب لوحدها والاسود لوحدها والقرود لوحدها وهكذا خلق جميع المخلوقات بشكل مستقل (كل كائن مخلوق منذ بداية الخلق) ثم جعلها تستمر في الوجود من خلال التكاثر والتناسل الطبيعي .
حيث يقول داروين أن هذه المخلوقات لم تكن موجودة منذ البداية (منذ بداية خلق الارض) بل وجدت على مدى مراحل متسلسلة وفي كل حقبة يتم ظهور انواع جديدة انطلاقا من انواع قديمة كانت موجودة قبلها ، وتتم هذه العملية التطويرية للكائنات بنفس الطريقة التي تتم بها عملية التطور الصغروي حيث أنه بسبب تراكم تلك التغيرات الجينية (سلسلة من الطفرات العشوائية) التي تحدث لكائن او لمجموعة كائنات في مدة زمنية طويلة جدا (حوالي 1000 الى 10 مليون سنة) تودي إلى تغيّر جذري في الجينات يؤدي الى ظهور سمات وخصائص واشكال جديدة لهذه الكائنات مما يؤدي الى تحولها بشكل كامل الى انواع جديدة .

مثال توضيحي تخيلي (قصة كلبشاه):
هذا المثال فقط لنوضح فكرة التطور الماكروي وهو مجرد مثال من نسيج خيالي، أما الامثلة الحقيقية فهي كثيرة جدا وسوف نسوقها في حينها ان شاء الله .. المهم الآن أن نفهم التطور كما طرحه داروين وكما تبشر به النظرية التركيبية الحديثة :
تصورو معي أنه لديك كلب حراسة ولنفترض ان عمر هذا الكلب هو 2000 سنة حيث أنك ورثته من ابوك وابوك ورثه من ابوه وابوه ورثه من ابوه .... وهكذا الى جدك الثلاثون (يعني اول من أمتلك هذا الحيوان هو جدك الثلاثون ومن ثم بدأ يتوارث من جد الى جد الى أن وصل الى ابوك ثم إليك) والآن هو عندك وانت تستعمله ككلب للحراسة لديك ، جميل جدا .. ولكنك إكتشفت بطريقة ما بأن هذا الكلب لم يكن كلبا حينما كان عندك جدك 30 إنما كان شاة !
ولما بحثت في مذكرات اجداك اكتشفت بأن هذا الحيوان كان لغزا حير اجدادك على مدى 2000 سنة !
حيث أنه كان شاة عادية وبسبب الجفاف وقلت الحشيش اضطر جدك الـ 25 ان يطعمها من طعام الانسان (يعني بقايا الاكل فقط) بما فيها اللحوم والبيض والجبن وغيرها (وطبعا الشاة المسكينة بسبب الجوع وعدم وجود بديل اضطرة لتناول هذا الغذاء الغني بالبروتين الحيواني الذي لا تأكله اصلا) ثم استمر هذا النظام الغذائي مع الشاة الى جدك 15 الذي بسبب ظروف صعبة اضطر لأن يغذيها فقط على اللحوم الحمراء والنيئة احيانا (والمسكينة تأكل لعدم وجود بديل وفقط لتبقى على قيد الحياة) وبسبب هذا النظام الغذائي اضطرت معدة هذه الشاة المسكينة لإنتاج انزيمات جديدة لهضم هذا الغذاء والتكيف معه (وهذا معناه أنه حدث لديها تغيير في الجينات) ثم استمرت المسألة في التطور الى ان بدأت تظهر للشاة انياب كبيرة (تساعدها على تقطيع اللحم) وكذلك فقدت صوت المواء وبدأ صوتها في التغيير نحو العواء والنباح .. الى ان اصبحت كائن شبيه بالذئب وتغيرت حوافرها واصبحت لها خمسة اصابع تنتهي بمخالب !
ثم قرأت أن جدك الخامس كان يسميها "كلبشاه" بسبب درجة الشبه الكبيرة التي بينها وبين الكلاب فهي تقريبا نصف كلب ونصف شاة (وهذا ما يسمى في التطور بالحلقة الوسيطة وهو ما يطلق عليها الحلقة المفقودة بالنسبة لتطور الإنسان) ثم مع مرور الزمن بدأت تختفي فيها جميع ملامح الشاة وتزداد فيها صفات وملامح الكلاب حتى اكتمل تحولها تماما لدى جدك الاول واصبحت كلب تام كامل الصفات ثم ورثته أنت واستعملته في الحراسة وهكذا تكيف بسرعة واصبح كلب حراسة بإمتياز .
وبالتالي ظهر لدينا نوع جديد (كلب) من نوع آخر (شاة) وذلك خلال 2000 سنة والسبب هو تغيّر في النظام الغذائي وفي اسلوب الحياة (وفي اشياء اخرى كثيرة لم نشر لها بوضوح في قصة كلبشاه) مما أدى الى حدوث سلسلة من الطفرات كملت بعضا البعض طوال هذه المدة الزمنية لينتج عنها في الاخير نوع جديد كامل وهذا بالضبط ما يحدثه التطور الماكروي الذي تعنيه النظرية التركيبية الحديثة او نظرية التطور لداروين .
نكتفي بهذا القدر وسوف نتطرق الى معالجة ما تبقى من هذه النظرية الكبيرة في مواضيع قادمة بحول الله حيث سنتحدث عن أدلة ومؤيدات نظرية التطوروأيضا سوف نرى انتقادات ومعارضات نظرية التطوركما سنلقي الضوء بشكل كبير على ملف تطور الانسانونوضح مفهوم الحلقة المفقودة بشكل أدق وأعمق ونختم سلسلة هذه المواضيع بمقالة حول نظرية التطور والقرآن الكريم وفيها نعرض مختلف الشبهات والردود والتساؤلات التي تثار في هذا المجال وأسأل الله ان يوفقني في شرح وتبسيط هذه النظرية وأن اضع بين أيديكم معلومات مبسطة وشاملة حول نظرية التطور تفيدكم في بناء فهم عميق وشامل للموضوع ان شاء الله .

خلاصة الموضوع:
التطور الصغروي (MicroEvolution) ظاهرة بيولوجية طبيعية لا ينكرها احد ولا تتعارض مع أي نظرية او معتقد وهو حقيقة ثابتة تجريبياً وعلمياً ، ولكن التطور الكبروي (MacroEvolution) الذي تدعيه نظرية التطور والذي يقوم على اساس ظهور نوع من نوع او ما يعرف بالاستنواع هو الى حد الآن مجرد نظرية علمية لم تتحول الى حقيقة علمية إلا أنها نظرية قوية جدا وتفسر الكثير والكثير من الظواهر والاحداث الطبيعية -كما سوف نرى في موضوع مؤيدات التطور- وهي نظرية معترف بها (مدعومة) جدا في الاوساط العلمية ويتبناها أكثر علماء البيولوجي المحترمين من أمثال ريتشرد دوكنز وتوماس هاسكلي وغيرهم .
التطور كغيره من النظريات العلمية الحديثة يأخذ منحى داعماً للإلحاد بسبب الطرح الإلحادي المسيطر على هذه النظرية كما سنشرح ان شاء الله في موضوع النظريات العلمية الحديثة بين الإلحاد والإيمان ، ولكن هذا الطرح دائما ما يصطدم بحقائق ويتلقى ضربات عنيفة جدا تجله يبدو سخيفا وساذجا للغاية بسبب نزعته الإلحادية وهذا ما يتسبب في اضعاف النظرية نفسها وجعلها مجرد احتمال ضعيف .
فهل يمكن أن تصح نظرية التطور او الاستنواع ؟
وهل هذه النظرية فعلا تتعارض مع الإيمان أو مفهوم الخلق الإلهي ؟
وما هو التفسير البديل لملاحظات داروين التي استلهم منها نظريته هذه ؟
ارجوا ان أكون قد وفقت في تلخيص وتبسيط هذه النظرية وتقريبها بشكل لائق ، ولا تنسوا أن تشاركوني آرائكم في النقاش وشكرا لمتابعتكم 

عربي باي